Ан-Навави — 573

573. Сообщается, что Абу Хурайра, да будет доволен им Аллах, сказал:
(Однажды) бедные мухаджиры пришли к посланнику Аллаха, да благословит его Аллах и да приветствует, и сказали: «Владеющие большими богатствами10 достигли (самого) высокого положения и (обеспечили себе) вечное блаженство!» (Пророк, да благословит его Аллах и да приветствует,) спросил: «О чём вы говорите?» Они сказали: «Они молятся, как молимся мы, и постятся, как постимся мы, (однако) они подают милостыню, а мы — нет, и они освобождают рабов, а мы не (можем делать этого!» В ответ им) посланник Аллаха, да благословит его Аллах и да приветствует, сказал: «Так не научить ли вас тому, что позволит вам догнать опередивших вас и благодаря чему никто из идущих за вами11 не (сможет) превзойти вас, если не будет делать того же, что и вы?» Они сказали: «Да, о посланник Аллаха!» (Тогда) он сказал: «Произносите слова «Преславен Аллах» (Субхана-Ллах), «Хвала Аллаху» (Аль-хамду ли-Ллах) и «Аллах Велик» (Аллаху Акбар)» по тридцать три раза после каждой молитвы». А (после этого) бедняки из числа мухаджиров (снова) пришли к посланнику Аллаха, да благословит его Аллах и да приветствует, и сказали: «Наши богатые братья услышали о том, что мы делаем, и (стали) делать то же самое!» (На это) посланник Аллаха, да благословит его Аллах и да приветствует, сказал: «Это — милость Аллаха, которую оказывает Он, кому пожелает…12 (Аль-Бухари; Муслим. Здесь приводится версия Муслима.)

[573] وعن أَبي هريرة ( أنَّ فُقَراءَ المُهَاجِرينَ أتَوْا رسول الله ( ، فَقَالُوا : ذَهَبَ أهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ العُلَى ، وَالنَّعِيم المُقيم ، فَقَالَ : « وَمَا ذَاك ؟ » فَقَالوا : يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي ، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلا نَتَصَدَّقُ ، وَيَعْتِقُونَ وَلا نَعْتِقُ ، فَقَالَ رسول الله ( : « أفَلا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئاً تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ ، وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ ، وَلا يَكُونُ أحَدٌ أفْضَلَ مِنْكُمْ إلا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ ؟ » قالوا : بَلَى يَا رسول الله ، قَالَ : « تُسَبِّحُونَ وَتَحْمِدُونَ وَتُكَبِّرُونَ ، دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ مَرَّةً » فَرَجَعَ فُقَرَاء المُهَاجِرِينَ إِلَى رسول الله ( ، فقالوا : سَمِعَ إخْوَانُنَا أهلُ الأمْوالِ بِمَا فَعَلْنَا ، فَفَعَلُوا مِثلَهُ ؟ فَقَالَ رسول الله ( : « ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ » . متفقٌ عَلَيْهِ ، وَهَذا لفظ رواية مسلم .
« الدُّثُور » : الأمْوَالُ الكَثِيرَةُ ، وَالله أعلم .
في هذا الحديث : فضل الغني على الفقير إذا استوت أعماله وأعمال الفقير البدنية .
وفيه : أن العالم إذا سئل عن مسألة يقع فيها الخلاف ، أن يجيب بما يلحق به المفضول درجة الفاضل .
وفيه : أن العمل السهل قد يدرِك به صاحبه فضل العمل الشاق ، وأن العمل القاصر قد يساوي المتعدِّي .
65- باب ذكر الموت وقصر الأمل
قَالَ الله تَعَالَى : ? كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَياةُ الدُّنْيَا إلا مَتَاعُ الْغُرُورِ ? [ آل عمران (185) ] .
في هذه الآية : وعد للمصدقين والمتقين ووعيد للمكذبين والعاصيين ، وأن الفائز من نجي من النار ، وأدخل الجنة ، وأنَّ من اغترَّ بالدنيا فهو مغرور خاسر .
وقال تَعَالَى : ? وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدَاً وَمَا تَدْري نَفْسٌ بأيِّ أرْضٍ تَمُوتُ ? [ لقمان (34) ] .
قال قتادة : أشياء استأثر الله بهنَّ فلم يطلع عليهنَّ ملكًا مقربًا ، ولا نبيًّا مرسلاً ، ? إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ? ، فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة ، في أي سنة ، أو في أي شهر ، ? وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ? ، فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث ليلاً أو نهارًا ، ? وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ ? ، أذكر أم أنثى ، أحمر أو أسود ، وما هو ، ? وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً ? أخير أم شرّ ، ولا تدري يا ابن آدم متى تموت ، لعلك الميت غدًا ، لعلك المصاب غدًا ، ? وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ? ، أي ليس من أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض ، أفي بحر ، أم في بر ، أو سهل ، أو جبل .
وروى الطبراني عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله ( : « ما جعل الله منية عبد بأرض إلا جعل الله له فيها حاجة » .
وقال أعْشَى همدان :
فَمَا تَزُود مِمّا كَانَ يَجْمَعَه ( … سِوَى حنُوط غادة البَيْن مَع خرق (
وَغَيْرُ نَفْحَةِ أَعْوَاد تَشِب لَهُ ( … وَقُلْ ذَلِكَ من زَادَ لمُنْطَلَق (
لا تَأسِين عَلَى شَيْء فَكُل فَتَى ( … إِلَى مَنْيَتِهِ سَيّار فِي عَنَق (
وَكُلّ مَنْ ظَنّ أَنَّ المَوْت يُخْطِئُهُ ( … مُعَلّل بِأَعَالِيل من حمق (
بِأَيّمَا بَلْدَةٍ تقدر منْيَته ( … إِلا يَسِير إِلَيْهَا طائعًا شبق (
وقال تَعَالَى : ? فَإذَا جَاءَ أجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ? [ الأعراف (34) ] .
أي : إذا جاء وقت انقضاء أعمارهم لا يتأخرون عنه ، ولا يتقدمون .
وقال تَعَالَى : ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أمْوَالُكُمْ وَلا أوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولئِكَ هم الْخَاسِرُونَ * وَأنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أنْ يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَريبٍ فَأصَّدَّقَ وأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ? [ المنافقون (9 : 11) ] .
في هذه الآيات : النهي عن الاشتغال بالأموال ، والأولاد عن طاعة الله ، والأمر بالإنفاق قبل الموت ، والحض على المبادرة بالأعمال الصالحة ، والتوبة قبل حضور الأجل .
وقال تَعَالَى : ? حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلّي أعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يبْعَثُونَ * فَإذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَومَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأولئِكَ الَّذِينَ خَسرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وَجَوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ * أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ? إِلَى قَوْله تَعَالَى : ? … كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْئَلِ العَادِّينَ * قَالَ إنْ لَبِثْتُمْ إلا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُم تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ? [ المؤمنون (99 : 115) ] .
قوله تعالى : ? حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ? ، أي : ردوني إلى الدنيا ? لَعَلّي أعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلا ? ، ردع عن طلب الرجعة ، واستبعاد لها ? إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ? ، لا محالة ، ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ? وَمِنْ وَرَائِهِمْ ? ، أي : أمامهم ، ( بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يبْعَثُونَ ? ، ? فَإذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ ? ، وهو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل للبعث ? فَلا أنْسَابَ بَيْنَهُمْ ? ، أي لا تنفع ، ? يَومَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ ? ، أي : لا يسأل قريب قريبه ، بل يفرح أن يجب له حق ولو على ولده .
? فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ? ، أي : موازين أعماله ، ? فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? الفائزون بالنجاة والدرجات ، ? وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأولئِكَ الَّذِينَ خَسرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وَجَوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ? أي : عابسون ، وهم الكفار ، ? أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ? . وأما المسلمون فمن خفت موازين حسناته فإنه تحت مشيئة الله ، إن شاء غفر له ، وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه ، ومصيره بعد ذلك إلى الجنة .
? قَالُوا ? ، أي الكفار : ? رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ * قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً ? ، نسوا مدة لبثهم في الدنيا لعظم ما هم بِصَدَدِهِ من العذاب ، وقيل : المراد السؤال عن مدة لبثهم في القبور ؛ لأنهم أنكروا البعث .
فقيل لهم لما قاموا من القبور : ? كَمْ لَبِثْتُمْ ? ، ? قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْئَلِ العَادِّينَ ? ، أي : الحاسبين ، وهم الملائكة ، ? قَالَ إنْ لَبِثْتُمْ إلا قَلِيلاً ? ، أي : ما لبثتم فيها إلا زمانًا قليلاً ، ? لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُم تَعْلَمُونَ ? ، أي : لما آثرتم الفاني على الباقي ، ? أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً ? ، لعبًا وباطلاً . ? وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ? ، أي : في الآخرة للجزاء ، ? فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ? ، أي : تقدس ، أن يخلق شيئًا عبثًا لا لحكمة ، فإنه الملك الحق المنزَّه عن ذلك ? لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ? .
وقال تَعَالَى : ? أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِم الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ? [ الحديد (16) ] .
وَالآيات في الباب كَثيرةٌ معلومة .
? أَلَمْ يَأْنِ ? ألم يحن ، أي : أما آن للمؤمنين ? أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ? أي : تلين عند الذكر والموعظة وسماع القرآن فتفهم ، وتنقاد له .
قال ابن عباس : إنَّ الله استبطأ المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة من نزول القرآن .
ورُوي عن النبي ( أنه قال : « إن أول ما يرفع من الناس الخشوع » .
وقال ابن مسعود : إنَّ بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد فقست قلوبهم ، اخترعوا كتابًا من عند أنفسهم استهوته قلوبهم ، واستحلته ألسنتهم ، وكَانَ الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم ، فقالوا : تعالوا ندعوا بني إسرائيل إلى كتابنا هذا ، فمن تابعنا عليه تركناه ، ومن كره أن يتابعنا قتلناه ، ففعلوا ذلك .
ورُوي عن ابن المبارك أنه في صباه حرك العود ليضربه ، فإذا به قد نطق بهذه الآية ، فتاب ابن المبارك ، وكسر العود ، وجاءه التوفيق والخشوع .
? وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ? أي : خارجون عن طاعة الله ، وقد قال النبي ( : « لتتبعن سنن من كان قبلكم » .

Запись опубликована в рубрике Ан-Навави, Книга 1: Книга Приказаний, О достоинстве благодарного богача, коим является тот, кто добывает (свое) богатство(законным) образом и расходует его так, как ему было велено (делать это)1. Добавьте в закладки постоянную ссылку.

Добавить комментарий

Ваш e-mail не будет опубликован. Обязательные поля помечены *