1009. Сообщается, что Абу Са’ид Рафи’ бин аль-Му’алля, да будет доволен им Аллах, сказал:
(Однажды) посланник Аллаха, да благословит его Аллах и да приветствует, сказал мне: «Не научить ли тебя величайшей суре Корана, прежде чем ты выйдешь из мечети?» Потом он взял меня за руку, а когда мы уже собирались выйти, я сказал ему: «О посланник Аллаха, ты ведь сказал: «Не научить ли тебя величайшей суре Корана?» (Тогда Пророк, да благословит его Аллах и да приветствует,) сказал: «Хвала Аллаху, Господу миров…»:1 это — семь повторяемых (ас-саб’у-ль-масани)2 и великий Коран,3 который был дарован мне». (Аль-Бухари; Муслим)
[1009] عن أَبي سَعِيدٍ رَافِعِ بن الْمُعَلَّى — رضي الله عنه — قال : قَالَ لي رسولُ اللهِ — صلى الله عليه وسلم — : « أَلا أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآن قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ ؟ » فَأخَذَ بِيَدِي ، فَلَمَّا أرَدْنَا أنْ نَخْرُجَ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إنَّكَ قُلْتَ : لأُعَلِّمَنَّكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ ؟ قَالَ : « الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ » رواه البخاري .
في هذا الحديث : دليل على أن الفاتحة أعظم سورة في القرآن .
وفي حديث أبي هريرة : « أتحبُّ أن أعلمك سورًة لم ينزل في التوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا في الزبور ، ولا في الفرقان مثلها » .
قال العلماء : وإنما كانت أعظم سورة ؛ لأنها جمعت جميع مقاصد القرآن ، ولذا سميت بأم القرآن .
قال الحسن البصري : إنَّ الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن ، ثم أودع علومه في الفاتحة . فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسيره .
وقال علي رضي الله عنه : لو شئت أن أوقر على الفاتحة سبعين وقرًا لأمكنني ذلك .
قوله : « هي السبع المثاني » ، أي ؛ لأن الفاتحة سبع آيات ، وسميت الفاتحة مثاني لأنها تثنى في الصلاة في كل ركعة ، ولاشتمالها على قسمين : ثناء ، ودعاء .
وقوله : « والقرآن العظيم » ، قال الخطابي : فيه دلالة على أن الفاتحة هي القرآن العظيم ، وأن الواو ليست بالعاطفة التي تفصل بين الشيئين ، وإنما هي التي تجيء بمعنى التفصيل ، كقوله : ? فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ? [ الرحمن (68) ] ، وقوله : ? وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ? [ البقرة (98) ] .
قال الحافظ : وفيه بحث لاحتمال أن يكون قوله : « والقرآن العظيم » محذوف الخبر ، والتقدير : ما بعد الفاتحة مثلاً فيكون وصف الفاتحة ، انتهى بقوله : « هي السبع المثاني » ، ثم عطف قوله : « والقرآن العظيم » ، أي : ما زاد على الفاتحة ، وذكر ذلك رعايةً لنظم الآية ، ويكون التقدير : والقرآن العظيم هو الذي أوتيته زيادة على الفاتحة . انتهى .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : السبع المثاني : هي فاتحة الكتاب . والقرآن العظيم : سائر القرآن .